أشواقنا إلى رمضان الحبيب

نحن مشتـــــــــــــــــاقون إليك يا رمضــــان

كم انتظرناك يا رمضان و اشتقنا إلى نفحاتك الربانية و أجوائك الإيمانية وفيوضاتك الروحانية التى تغمر بها نفوسنا يا ربيع التقوى و خريف عمر المسلم الذي ينبض قلبه بالايمان

يا رمضان أما وقد حُمَّ اللقاء و مدّ الله في أعمارنا حتى أدركناك دعنا نبوح لك بلواعج الحب لك وخلجات الشوق إليك وتباريح الهوى فيك و لوعة الحنين إليك في هيام و وجيب كما أو فوق ما يبوح شائق لمشوق

جئت يا رمضان بعد أن أرهقتنا الذنوب وتاهت بنا الأهواء في أوحال الغفلة فقست القلوب و أسنت النفوس وعلاها الرَّان و ساخت في رطانة الشهوات

آه بعدك يا رمضان نسينا ذكرياتك الجميلة و فعّالياتك الشيقة ولمساتك البديعة التي تضيف للزمان و المكان و الإنسان

بعدك يا رمضان تدلّت البطون فأثقلتنا عن الطاعات و المسارعة في الخيرات وأخلدت بنا إلى النوم فتقاعسنا عن السجود لله مع الساجدين في صلاة الجماعة وماتت قلوبنا من طول هجرنا للقران الكريم ورضينا عنه بالبدل الأعور من مسلسلات مكسيكية هي محض الفجور الوقح و الإغراء الفاضح بفتنة النساء التي هي شر الفتن

بعدك يا رمضان ساءت الأخلاق وأسفـَّت الأفعال وغاب شعار إني صائم الذي يسمو بالمسلم سموّا أخلاقيا رفيعا فعدنا إلى لغو القول ومجونه ورديئ الفعل و طائش السلوك

بعدك يا رمضان بطرنا نعم الله علينا وعبدنا الدنيا و ولغنا في المال الحرام ونسينا حب المساكين و العطف عليهم والإحساس بألم المسغبة وبؤس الفاقة التي يعانون, فأعرضنا عن مواساتهم و الإنفاق في وجوه البر وحسبنا أن شحّنا بالمال يخلدنا في دنيا الفنا هذه
إننا يا رمضان لنبتهل إلى الله أن يعيد لنا فيك تقوانا و إيماننا وخشوعنا وإخباتنا وقيمنا و أخلاقنا و عزائمنا الصالحة. آمين]